عندما يرغب رجل أو امرأة في زرع الشعر فإن أول ما يتبادر في ذهنه هو هل ما أفعله حلال أم حرام، لذا تتبعنا الأمر وحاولنا الإجابة عن سؤال حول حكم زرع الشعر في الإسلام.
بالطبع لا نتحدث عن حكم نصدره نحن فنحن لسنا جهة إصدار فتاوى، لكن نقبنا عن آراء بعض علماء الدين لمعرفة الحكم الشرعي في زرع الشعر بالإسلام.
أجاز بعض علماء الدين زراعة الشعر، التي يتم فيها نقص بويصلات من الشعر من منطقة في رأس الإنسان إلى أخرى، وعلة الإجازة في هذا الأمر تكون أن هذه العملية لا تحمل تغييرا في خلق الله، وإنما الهدف منها هو معالجة عيب حاصل في الإنسان فقط ليس إلا.. لذلك لنكون أكثر دقة الحكم الشرعي لعملية نقل بويصلات الشعر من مكان في رأس الإنسان إلى مكان آخر في رأسه حلال لا إثم فيه.
واستُدِلّ العلماء على جواز هذه العملية بقصة الثلاثة الذين كان من بينهم رجل أقرع مسح الملك على رأسه فرد الله عليه شعره،
أجاز العلماء أيضا عملية زراعة الشعر في حال تساقطه لمرض أو وراثة، وذلك استنادا بحديث عرفجة بن أسعد جاء فيه: (أنه أصيب أنفُه يومَ الكُلابِ في الجاهليةِ قال فاتخذ أنفًا من فضةٍ فأنتنَ عليه فأمره النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يتخذه من ذهبٍ).
إقرأ أيضاًوسأل أحد العلماء، تتم زراعة شعر المصاب بالصلع، وذلك بأخذ شعر من خلف الرأس وزرعه في المكان المصاب ، فهل يجوز ذلك ؟
فأجاب : نعم يجوز ؛ لأن هذا من باب ردّ ما خلق الله عز وجل ، ومن باب إزالة العيب ، وليس هو من باب التجميل أو الزيادة على ما خلق الله عز وجل ، فلا يكون من باب تغيير خلق الله ، بل هو من رد ما نقص وإزالة العيب ، ولا يخفى ما في قصة الثلاثة النفر الذي كان أحدهم أقرع وأخبر أنه يحب أن يرد الله عز وجل عليه شعره فمسحه الملك فردَّ الله عليه شعره فأعطي شعراً حسناً .
أما عن حكم لبس الباروكة لمن تساقط شعرها بسبب المرض، فهو مباح لكن بشرط أن لا يتمّ ارتداؤها أمام الأجانب؛ لأنّها من الزينة، وأن لا تكون مصنوعةً من شعر نَجِسٍ، أو شعر آدميّ، وعلّة إباحة لبس الباروكة أو زراعة الشعر لمن تساقط شعرها أنّ ذلك من باب التجمّل والتداوي لإعادة شكل الجسم وأعضائه إلى الهيئة التي خلقه الله عليها ولا يدخل في باب تغيير خلق الله.
الحالات الشرعية لإجراء العلميات التجميلية عموما
إعادة الشكل الخارجي لأعضاء الجسم إلى الحالة التي خُلق الإنسانُ عليها، وفي هذا الأمر استند العلماء إلى قول الله تعالى “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”.
معالجة عيوب خلقيّة في جسم الإنسان، مثل إزالة الزائد من الأسنان أو الأصابع، أو معالجة الشّفَة المشقوقة المعروفة بالأرنبية.
معالجة عيوب طرأت على الجسم وأعضائه نتيجة الحوادث المختلفة كالحروق والأمراض، ومثال على ذلك عملية زراعة الثدي الذي تم استئصاله، أو عمليات ترقيع الجلد الذي تعرّض للحرق.
إعادة وظائف الجسم المعهودة.